قصتي مع مولات مسمن

 



قصتي مع مولات مسمن

فهاد القصة غادي نحكي ليكم على واحد المرحلة فحياتي ماشي بحال باقي المراحل… مرحلة كلها مشاعر، مفاجآت، وضحك وبكا. وكلشي بدا من عند واحد المسمن، ولا بالأحرى من مولاتو.

أنا ياسين، شاب من الدار البيضاء، خدام فواحد الشركة ديال التوزيع، خدمتي كتخليني نخرج بزاف للطريق، وكنشوف بزاف ديال الناس، ولكن ما عمرني تصورت أن قصة حب ديالي غادي تبدا من عند واحد طابلة صغيرة ديال الفطور.

نهار الإثنين، مع السبعة دالصباح، كنت غادي فالطريق لمراكش باش ندير واحد التسليم، ووقفت فواحد الدوار قرب بوسكورة، باغي نفيق راسي بكاس أتاي وسندويتش. شفت واحد الطابلة فيها جوج كرارس، ووراه شابة كتحمر وجهها بنار الطجين، ويدها ما كتحبسش كتدير المسمن بحال الفنانة.

شداتني واحد الرغبة باش نذوق داك المسمن، ماشي غير على الجوع، ولكن حتى الفضول جرني. جلست، وقالت لي بصوت ناعم:

– مرحبا، شنو نوجد ليك آ خويا؟

– كاس أتاي ومسمن، الله يرحم الوالدين.

بقات كتوجد وأنا كنتأمل فيها، لبسة بسيطة، ماكياج ما كاينش، ولكن كاريزما وابتسامة زوينة. سميتها كانت سلمى، وبنت خدامة على راسها، كتفيق مع الفجر، وكتبيع المسمن والطجين والحرشة للي مارين من الطريق.

مني جابت لي المسمن، كان مدور، مقرمش، ودسم، قلت ليها:

– واخا هادشي بسيط، ولكن فيه نفس، بحال للي دارتو من قلبها.

ضحكات وقالت:

– كلشي كيقولو نفس الهضرة، ولكن قليل اللي كيرجع.

جاوبتها وأنا كنهز كاسي:

– أنا نرجع، غير غيري ما تهربيش.

ومن تم بدات القصة...

كل نهار إثنين، ولات عادة. وقفت عندها، كانت كتوجد لي بلا ما نهضر، كتعرفني وكنعرفها، وكبرات الألفة بيناتنا. مرات كتقولي: “غادي تمشي وتنساني”، وكنت كنضحك ونقول ليها: “غير جربي”.

بديت كنحس بشي حاجة، ولكن كنت خايف نظهرها. حتى نهار قالتها ليا مباشرة:

– ياسين، واش كتجيني غير بسباب المسمن ولا كاين شي حاجة خرا؟

سكت شوية، وخديت نفس، وقلت ليها:

– بصراحة، فالأول كنت جاي على جوع الكرشة، دابا ولات عندي عادة القلب.

سكتات، وحمر وجهها، ولكن ما قالت والو، حتى قالت:

– إيلا كانت النية مزيانة، أنا بنت الناس، وما نرضاش نكون لعبة.

قلت ليها:

– النية كاينة، وكنبغيك، وخاصني غير نعرفك مزيان ونعرف عائلتك.

هنا بدات العقبات…

الواقع المر

سلمى كانت يتيمة الأب، كتعيش مع الأم ديالها وخوها الصغير. ماكملاتش القراية، وقررت تخدم باش تعاون العائلة. وكانت عندها كرامة ماشي سهلة. عائلتي فالأول ما قبلوش الفكرة، قالو لي: “شنو؟ مولات مسمن؟ واش نتا نايض علينا بشي واحدة من الزنقة؟”

تقلقت، ولكن ما درتش ردة فعل عنيفة. طلبت من الوالدة غير تجي معايا تشوفها، تشوف كيفاش خدامة، محترمة، وسترة راسها.

مشينا نهار سبت، وأنا خايف من ردة الفعل. ولكن مني شافوها، تبدلات الفكرة. الأم ديالي شافت فيها بنت الدار، وشافت كيفاش كتعاملني، حتى الوالد بدا يلين، وقال: “إيلا نتا مرتاح، حنا معاك”.

العقبة الكبرى

فهاد اللحظة بدينا نحضرو للخطوبة. ولكن واحد المشكل بان: خو سلمى، كان معارض، وقال باللي ما باغيش أخته تخرج من الدوار، ولا تبعد عليهم. وهددها، وقال ليها: “إيلا مشيتي معاه، ما تبقيش اختي”.

كانت ما بين نارين، حبها لي، وواجبها تجاه عائلتها.

قعدنا جوج أسابيع ما تهدرناش، أنا كنت كنغلي، وخايف نخسرها، وهي كانت مكتئبة، حتى نهار مشيت ليها بلا موعد، وقلت ليها:

– راه الحياة فيها اختيارات، ولكن الحب اللي بصح ما يضيعش. إيلا بغيتي، نكريو دار هنا فالدوار، حتى يقبل خوك، ماشي مشكل.

بكات، وقالت:

– نتا راجل، وماشي أي واحد يدير بحالك.

وهكذا، بدينا من الزيرو.

البداية الجديدة

كريت دار صغيرة فالدوار، وبقيت كندير التوزيع من تما، نفيق مع الفجر، نعاونها فالمسمن، وندوزو النهار مع بعضنا، وأنا كنخدم على حلمي وحلمي معاها.

الناس بدات تهدر علينا، ولكن بدينا نبنيو ثقة عندهم. حتى خوها فنهار جا وشافنا، وقال:

– باين باللي نيتك صافية، وأنا غالطت فحقيكم.

دارنا الخطوبة، وكانت فرحة ما بحالهاش، وكلشي بدا يتحسن.

تحول الحلم لواقع

بعد عام، فتحنا واحد "كافيتيريا شعبية" على الطريق، سميتها "مسمن وحب"، وكانت سلمى هي مولاته، وأنا الساند ديالها. كلشي كان كيعرفنا، والناس ولات كتجي من بعيد غير باش تذوق مسمن سلمى.

من بعد جاو صحفيين، دارو علينا روبورتاج، ودازت قصتنا فالتلفزة، وولات القصة ديالنا معروفة.

ولكن بالنسبة ليا، أكبر نجاح، ماشي الشهرة ولا الفلوس، ولكن هو أنني لقيت حب من أبسط حاجة… من عند مولات مسمن.


خاتمة

الناس ديما كيقولو: الحب كيتلقى فالمناسبات، فالحفلات، أو فالخدمة. ولكن أنا لقيتو فالمكان اللي عمرني كنت نحلم نلقاه فيه… عند الطابلة ديال مسمن، وتحت شمس دالصباح.

اليوم، وأنا كنكتب هاد القصة، كنشرب كاسي ديال أتاي، وكنشوف سلمى كتوجد طلبية جديدة، وباقي القلب ديالي كيدق بحال أول نهار

Post a Comment

0 Comments