📝 عنوان المقال:
حب عبر الفيسبوك: كيف وقعت في حب فتاة من طنجة دون أن أراها؟
📖 نص المقال الكامل:
المقدمة:
في زمن السوشيال ميديا، لم يعد الحب يشترط اللقاء الجسدي أو النظرات المباشرة. اليوم، يمكن لحبٍّ صادق أن يولد من شاشة هاتف، ويكبر بين الحروف والقلوب. هذه قصة حقيقية حدثت لي، شاب من فاس، عندما تعرفت على فتاة من طنجة عبر فيسبوك، ووقعت في حبّها دون أن ألتقي بها وجهًا لوجه.
البداية: طلب صداقة بسيط… غيّر حياتي
كان مساء شتوي عادي، أتصفح الفيسبوك كعادتي، حين لفتتني صورة فتاة تنشر اقتباسات من كتب نادرة. دخلت إلى حسابها، وجدت أنها تكتب تعليقات ذكية، وتحب القراءة، ومهتمة بالفن.
دون تفكير، أرسلت طلب صداقة.
وبعد يومين، قبلت الطلب، وبدأنا نتحدث في الرسائل الخاصة.
أول محادثة: انسجام غريب
لم تكن مثل باقي الفتيات. كانت هادئة، مثقفة، تتحدث بلغة عربية فصيحة ممزوجة بلمسة مغربية دافئة. تحدثنا عن الكتب، عن أفلامها المفضلة، وعن حلمها في زيارة كل مدن المغرب.
سألتني:
"هل تؤمن أن الأرواح يمكن أن تلتقي حتى لو لم ترَ بعضها من قبل؟"
أجبتها:
"نعم… وأنا أعتقد أن روحي وجدت صديقة لها فيك."
ضحكت، وقالت:
"وأنا كذلك."
تعلق يومي… وإدمان خفي
صرنا نتحدث كل يوم، صباحًا ومساءً. أصبحت أول من أراسلها عند استيقاظي، وآخر من أودعها قبل النوم. بدأت أشتاق لصوتها، رغم أنني لم أسمعه بعد. تخيلت وجهها في كل مكان، ضحكتها، أسلوبها في الكلام، حتى طريقتها في كتابة النقاط الثلاث (...) أصبحت تثيرني.
كنت أقع في حبها شيئًا فشيئًا… رغم أنني لم ألتق بها.
أول مكالمة صوتية
بعد شهر من الحديث، طلبتُ منها أن أسمع صوتها. ترددت قليلاً، ثم وافقت.
عندما قالت "ألو"، شعرت أن شيئًا ما في قلبي انفجر. صوتها كان دافئًا، ناعمًا، هادئًا مثل نسيم البحر.
تحدثنا لأكثر من ساعة، عن كل شيء ولا شيء، وكنت أبتسم طوال المكالمة.
في تلك الليلة، قلت لها للمرة الأولى:
"أظن أنني أحببتك يا سلمى."
وساد صمت طويل، ثم أجابت:
"وأنا كذلك."
التخطيط للقاء المنتظر
قررنا أن نلتقي. كنت سأسافر من فاس إلى طنجة. رتبت أموري، وحجزت تذكرة القطار. كنا متحمسين جدًا. كل شيء كان يبدو مثاليًا.
لكن قبل يومين من السفر، أرسلت لي رسالة قصيرة:
"لا يمكنني أن أراك… عائلتي صارمة جدًا، ولن يفهموا."
تحطمت. شعرت أنني فقدت شيئًا لم أملكه بعد.
الشكوك تبدأ
مرت أيام لم نتحدث فيها كثيرًا. بدأت أشك. هل كانت صادقة؟ هل كانت مجرد تسلية؟ هل أخطأت حين تعلقت بشخص لا أعرفه إلا من خلال الشاشة؟
سألتها مرة:
"هل تحبينني فعلًا؟ أم أنني مجرد عابر في وقت فراغك؟"
أجابتني:
"أحبك… لكن الواقع أقوى منّا."
القرار الصعب
بعد ستة أشهر من الحديث، والاتصال، والانتظار، قررت أن أنهي العلاقة. كتبت لها رسالة طويلة، أعبّر فيها عن امتناني، وألمي، وحبي، ووداعي.
أرسلتها، وخرجت من الفيسبوك.
وبعد أسبوع، حظرتني.
الخاتمة: الحب لا يحتاج وجهًا… لكنه يحتاج حضورًا
الحب الذي عشته مع سلمى كان حقيقيًا، حتى وإن لم نلتقِ. لكني تعلمت أن المشاعر تحتاج أرضًا تنمو عليها، وواقعًا يدعمها، لا مجرد خيال.
لا أندم، بل أفتخر أنني أحببت بصدق، حتى من خلف شاشة.
- قصة حب عبر الفيسبوك
- حب عن بعد
- قصة رومانسية مغربية
- حب من الإنترنت
- علاقات الحب الحديثة
0 Comments