قصتي مع أستاذ
قصة رومانسية واقعية مؤثرة ومقبولة في أدسنس
مقدمة: عندما يأتي الحب من حيث لا نتوقع
لم أكن أظن يومًا أن حكاية بسيطة داخل فصل دراسي ستتحول إلى قصة قلبية لا تُنسى. لم تكن قصتي مع أستاذي مجرد إعجاب عابر، بل تجربة إنسانية غيّرت نظرتي للحياة، ولنفسي، وللحب الحقيقي.
في هذا المقال، سأشارككم تفاصيل قصتي مع أستاذ، كما عشتها، بعيدًا عن المبالغة أو التصنع. قصة مليئة بالمشاعر، والتحديات، والنضج الذي لا يأتي إلا بعد الألم.
---
الفصل الأول: أول لقاء
كنت طالبة في السنة الأولى من الجامعة، أدرس الأدب العربي، أبحث عن هويتي بين دفتي كتب الشعر والنثر. كان اليوم الأول محمومًا بالتوتر، حين دخل أستاذ المادة، رجل أربعيني بملامح رزينة، وابتسامة تشع بالثقة. كان اسمه الأستاذ "كريم".
كان مختلفًا عن بقية الأساتذة. صوته هادئ لكن قوي، طريقته في الشرح مميزة، وكان يطرح الأسئلة بطريقة تجبرنا على التفكير لا الحفظ.
منذ أول محاضرة، شدني حضوره، لا كـ"رجل"، بل كشخصية متفردة. ولأول مرة، شعرت أن هناك من يفهم اللغة كما أفهمها.
---
الفصل الثاني: بدايات الإعجاب
مع مرور الأسابيع، بدأت أنتبه لتفاصيل أكثر. كيف يُمسك بالطباشير، كيف يبتسم عند قراءة بيت شعر يحبه، كيف يحترم آراء الطلبة حتى وإن خالفت رأيه. كنت أجلس في الصف الثاني، أدوّن كل شيء، ليس فقط المحتوى العلمي، بل حتى كلماته الجانبية.
لم يكن بيننا أي تواصل مباشر خارج الأسئلة الصفية. لكنني كنت أشعر أن شيئًا مختلفًا يتشكل بداخلي. ذلك النوع من الإعجاب الصامت، المحفوف بالاحترام.
كنت أرفض فكرة "الوقوع في حب أستاذ"، وكنت أذكّر نفسي أن علاقتنا يجب أن تبقى أكاديمية، لكن القلب له رأي آخر.
---
الفصل الثالث: كلمة غيرت كل شيء
في أحد الأيام، سأل الأستاذ سؤالًا في المحاضرة عن دلالة بيت شعري، ورفعت يدي. تحدثت بعفوية، وشرحت وجهة نظري. بعدها، نظر إليّ وقال:
> "تحليل جميل جدًا... لم أكن لأقدّمه أفضل من ذلك."
كانت جملة بسيطة، لكنها بالنسبة لي كانت بداية الاعتراف الداخلي أنني لا أراه كأستاذ فقط، بل كشخص أريد أن أتعرف عليه أكثر، حتى لو في الخيال فقط.
---
الفصل الرابع: من الإعجاب إلى الاحترام العاطفي
مرّت الشهور، وتطوّر إحساسي من إعجاب مراهق إلى مشاعر أكثر نضجًا. بدأت أسأل نفسي: ما الذي جذبني إليه؟ هل هي شخصيته؟ طريقة تعامله؟ ذكاؤه العاطفي؟ ربما كلها.
كنت أراقب كيف يعامل الجميع بعدل، كيف يصبر على الطلبة المتأخرين، كيف يشرح نفس الدرس مرات دون ملل. كان نموذجًا مختلفًا لما يمكن أن يكون عليه "رجل محترم".
ومع الوقت، بدأت أكتب عنه في مذكرتي، لا باعتباره "حبًا محرمًا"، بل شخصًا أثر فيّ، وعلّمني أن الحب لا يحتاج دوماً إلى لقاءات ووعود، بل يكفي أن يلهمك لتكون أفضل.
---
الفصل الخامس: لقاء خارج الفصل
في نهاية السنة، نظم القسم رحلة ثقافية إلى مدينة فاس، وكان الأستاذ كريم ضمن الفريق المرافق. كانت أول مرة أراه خارج أسوار الجامعة.
جلسنا في مقهى قديم بالمدينة العتيقة، نتناول الشاي ونتحدث عن الشعر الصوفي. قال لي:
> "أراكِ تهتمين كثيرًا بالمعنى، لا الشكل فقط... هل تكتبين الشعر؟"
أجبته: "أكتب... لكنني أخاف أن أنشر."
ابتسم وقال: "الكتابة مثل الحب... إذا بقيت خائفة، لن تعيشي جمالها أبدًا."
كانت جملة عابرة، لكنها مست قلبي.
---
الفصل السادس: اعتراف داخلي
في تلك الليلة، كتبت في مذكرتي:
> "أنا لا أحب الأستاذ كريم كما تحب فتاة شابًا، بل أحبه كفكرة، كحالة من النقاء، كصورة لرجل نادر في هذا الزمن. وربما هذا الحب ليس قدرنا، لكنني ممتنة لأنه مرّ في طريقي."
كنت أعلم أنه متزوج، وله أطفال، وكان ذلك حاجزًا أخلاقيًا لم أسمح لنفسي بتجاوزه. لم أكن أبحث عن علاقة، بل عن معنى.
---
الفصل السابع: النهاية المفتوحة
بعد تخرجي، كتبت أول ديوان شعري، وأهديته إليه بشكل رمزي. لم أذكر اسمه، لكن في الصفحة الأولى كتبت:
> "إلى من علّمني أن الكلمات يمكن أن تكون منزلًا، وأن الصمت أحيانًا أبلغ من الاعتراف."
أرسل لي لاحقًا رسالة إلكترونية قصيرة:
> "قرأت الديوان، وكان جميلًا جدًا. فخور بكِ، وبدوام الإبداع."
لم أكن بحاجة لأكثر من ذلك. كانت تلك الرسالة نهاية القصة... أو بدايتها في شكل آخر.
---
خاتمة: قصتي مع أستاذ – ليست ككل القصص
قصتي مع الأستاذ كريم لم تكن قصة حب تقليدية، بل تجربة عاطفية وإنسانية نضجت في داخلي، وجعلتني أؤمن أن الحب لا يعني دائمًا الامتلاك، بل أحيانًا يعني الاحترام، والامتنان، والتغيير الإيجابي.
فليست كل القصص تنتهي بزواج أو فراق، بعضها يبقى في الذاكرة كنقطة ضوء، نعود إليها كلما ضاعت منا الطرق.
0 Comments