إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية غير مصنف قصة الراعي مع الأفعى: حكاية وعبرة عن الطيبة والغدر

قصة الراعي مع الأفعى: حكاية وعبرة عن الطيبة والغدر

حجم الخط

قصة الراعي مع الأفعى: حكاية وعبرة عن الطيبة والغدر

🐍 قصة الراعي مع الأفعى: حكاية تحمل ألف عبرة

المقدمة: حين تلتقي الطيبة بالغدر

في إحدى القرى الصغيرة التي تقع بين الجبال، كان يعيش راعٍ بسيط يُدعى سالم. كان معروفًا بين الناس بصفاء قلبه وكرمه وابتسامته الدائمة التي لا تفارقه رغم قسوة الحياة. كان يعمل راعيًا للأغنام منذ صغره، يعيش في كوخ متواضع قرب الوادي، يخرج كل صباح بصوته الجميل يغني للأغنام، ويعود مع الغروب محملاً بالقصص والتأملات.

لكن في يوم من الأيام، حدث شيء غيّر مجرى حياته إلى الأبد، قصة أصبحت تُروى في القرية جيلاً بعد جيل تحت عنوان قصة الراعي مع الأفعى.

بداية الحكاية: يوم لا يُنسى في حياة الراعي

في صباحٍ مشمس من أيام الصيف، خرج سالم كعادته إلى المراعي. وبينما كان يقود قطيعه نحو وادٍ فيه ماء عذب، لمح من بعيد شيئًا يتحرك ببطء على الأرض. اقترب بحذر، فإذا به يرى أفعى ضخمة ملتفة على نفسها، ويبدو عليها التعب والجفاف.

تراجع سالم خطوة إلى الوراء، لكنه لاحظ أنها مصابة بجراح، وأن جلدها متشقق من العطش. فقال في نفسه: "سبحان الله! حتى الأفعى مخلوق من خلق الله، لا أستطيع أن أراها تتعذب هكذا."

ثم ملأ إناءً صغيرًا بالماء وسكبه بجانبها. لم تتحرك في البداية، لكن بعد لحظات بدأت تخرج لسانها وتشرب ببطء، كأنها تشكره على إنقاذها.

الموقف الغريب: حين تختلط الرحمة بالخطر

جلس الراعي قليلاً بجانبها يراقبها وهي تشرب. شعر براحة غريبة، وقال مبتسمًا: "يا لها من مخلوقة مسكينة! يبدو أن الرحمة لا تُمنح للبشر وحدهم."

ومنذ ذلك اليوم، أصبح يراها في نفس المكان. لم تهاجمه، ولم تؤذِ أغنامه، بل كانت تكتفي بالجلوس في الظل. وهكذا بدأت علاقة غريبة بين الإنسان والأفعى — علاقة مبنية على الفضول والاحترام.

مرور الأيام: الثقة التي قد تكون قاتلة

مرت الأسابيع، وسالم لم يتوقف عن زيارة المكان. كان يترك لها قليلًا من الحليب أو الماء. بدأ يروي لأصدقائه عن هذه الأفعى، لكنهم كانوا يسخرون منه:

يا سالم، الأفعى تبقى أفعى، مهما أطعمتها أو سقيتها ستلدغك يومًا!

لكنه كان يضحك ويقول بثقة: "ليس كل مخلوق يحمل الشر، فالله وحده يعلم النوايا."

ليلة العاصفة: حين تنقلب الموازين

في ليلة شتوية عاصفة، هبت رياح قوية على القرية. وبينما كان سالم يشعل النار في كوخه، سمع صوت حفيف قرب الباب. فتح بحذر، فرأى الأفعى نفسها ترتجف من البرد. شعر بالشفقة وأدخلها إلى الكوخ ليمنحها الدفء.

قال لها: "لا تخافي، الدفء حق لكل مخلوق." ونام مطمئنًا، غير مدرك أن الغدر لا يعرف دفئًا ولا رحمة.

الصدمة الكبرى: حين يُلدغ الطيب

مع بزوغ الفجر، استيقظ على ألمٍ شديد في يده، فإذا بالأفعى قد عضّته. صرخ بألم وهو يرى الدم يسيل من ذراعه، والأفعى تزحف مبتعدة نحو الباب وتختفي بين الأعشاب.

ركض نحو القرية وهو يصرخ: "الأفعى... تلك التي كنت أعتني بها... لدغتني!" فاقترب أحدهم وقال بأسف: "لقد حذرناك يا سالم... الأفعى تبقى أفعى."

بين الحياة والموت: الصراع الأخير

نُقل الراعي إلى بيت الشيخ الحكيم الذي عرف كيف يعالج الجرح بالأعشاب. وبعد أيام، بدأ يتماثل للشفاء. لكنه لم ينسَ أبدًا الألم الذي شعر به، ولا الغدر الذي تلقاه من مخلوق أنقذه يوماً.

الحكمة التي لا تُنسى: دروس من قصة الراعي مع الأفعى

صار سالم يروي قصته لكل من يزوره، ويقول لهم:

"الطيبة لا تُمنح لكل من يبتسم لك، فهناك من يبتسم وهو يخفي أنيابه. الرحمة جميلة، لكن لا بد أن ترافقها الحكمة."

وهكذا أصبحت قصة الراعي مع الأفعى درسًا خالدًا في الثقة والحذر، يتوارثها الناس كحكمة خالدة.

الخاتمة: بين الرحمة والعبرة

مرت السنوات، وكبر الراعي في السن، وأصبح يجلس كل مساء عند شجرة الوادي نفسها. كان يقول: "يا ليتني تعلمت ألا أضع قلبي في غير موضعه، فالنية الطيبة لا تكفي إن غابت الحكمة."

وهكذا انتهت القصة، لكنها لم تغب من ذاكرة الناس، لأنها قصة قصيرة واقعية تحمل عبرة عن الحياة.

💡 الدروس المستفادة من القصة

  • لا تثق بمن لا يعرف الوفاء، مهما أظهر الطيبة.
  • الرحمة مطلوبة، لكن دون أن نعرض أنفسنا للأذى.
  • الحياة تعلمنا أن الخير لا يُقابل دائمًا بخير.
  • كن طيبًا ولكن حكيمًا.
  • كل تجربة مؤلمة تحمل درسًا ثمينًا.

الكلمات المفتاحية:

قصة الراعي مع الأفعى، قصة قصيرة واقعية، قصة وعبرة، حكاية مؤثرة، دروس من الحياة، الحكمة من القصة، قصص واقعية.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق